السماء لا تحب سوى البواسل

السماء لا تحب سوى البواسل
صقر الجنوب ****** العميد/ طيار/ عبد الحافظ العفيف وذكريات مع سماء الوطن الجنوبي الديمقراطي الحبيب

الاثنين، 1 نوفمبر 2010

واقع الوحدة اليمنية واسباب بروز خيار فك الإرتباط / بقلم العميد طيار عبد الحافظ العفيف




خاص ببريد الحراك الجنوبي


صقر الجنوب

واقع الوحدة اليمنية واسباب بروز خيار الإنفصال او ( فك الإرتباط )
وتحقيق المصير
بقلم العميد / طيار عبد الحافظ العفيف
عضو اللجنة العلياء للهيئة الوطنية لأبناء الجنوب
يقول تعالى في معجز كتابه وذكر ان الذكرى تنفع المؤمنين (صدق الله العظيم )

ما حبيت كتابته في مناسبة الذكرى العشرينية لإعلان الوحدة بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية والتي تحققت سلميا في 22/ من مايو 1990م والذي يصادف ذكراها العشرينية يوم السبت الموافق 22/ من مايو 2010م هو ان اعيد نشر ما تم كتابته من قبلي بنفس العنوان اعلاه والذي تم نشره في مجلة الغد العربي في عددها الواحد والسبعون للسنة السادسة وبالتحديد في 15/يوليو 2005م والتي تصدر في القاهرة تحت ادارة واشراف المناضل القومي والوطني الغني عن التعريف بمواقفه الوطنية تجاه الشعب العربي عامة واليمني خاصة الكاتب والصحفي المخضرم الأستاذ/ عادل جوجري والذي له كتابات عديدة مختصة باليمن ووحدته ودعمه الآمحدود لنضال الشعب الجنوبي والوقوف الى جانبه في قضيته العادلة وكان آخر كتاب له اليمن على فوهة بركان واما آخر مقال له فهو عن الذكرى العشرينية للوحدة السلمية بين الشمال اليمني وجنوبه والذي نشر في اكثر من موقع الكتروني في 20/ مايو 2010م بعنوان( مأزق النظام اليمني بعد 20عاما من الوحدة ( بقلم:عادل الجوجري ). ).

وهاانا اجدد نشر هذا المقال والذي لم ينشرفي اي موقع الكتروني من قبل ولكنه نشر في مجلة الغد العربي قبل اعلان الحراك السلمي رسميا في الجنوب وقبل ان تصل الأمور الى ما وصلت اليه الآن والذي من خلال طرحي هذا يؤكد بما لا يقبل اي شك ان ما قلناه كان الصح وكان ممكنا حينها ارضاء للضمير لتفادي ما يمكن تفاديه في تلك الفترة اي قبل اكثر من خمسة اعوام صارحقيقة فيما يخص الوحدة اليمنية ومصيرها المجهول بل ومصير اليمن في مهب الريح وانه على حافة هاوية وحرب مدمرة و فعلا يعيش وضعا مأساويا وهو كما قال رفيقنا عادل جوجري في ان اليمن يعيش على فوهة بركان وصار هذا حقيقة غير قابلة للجدل و للأسباب التي نعيد تذكيرها للجميع واخص بذلك تذكير نظام صنعاء الذي ما زال مصرا على نهجه الخاطئء في التعامل مع الأحداث الدائرة في اليمن بشكل عام وفي الجنوب بوجه خاص الذي هو الآخر شعب صار مسيرا وليس مخيرا بسبب تعدد المرجعيات والمكونات السياسية التي تدعي من نفسها ان كل منها هي صاحبة الإمتياز في قيادة الحراك السلمي في الجنوب بل والبعض منها يطالب بالإنتقال الى الكفاح المسلح لحسم الأمور مع نظام الإحتلال الذي يرون انه تمادى في تصرفاته الى حد وضع الجنوب تحت الحصار وفي حالة طوارئ مستمره وفي حالة حرب غير معلنه مما صار الشعب في الجنوب يعاني الأمرين حتى كتابة هذه الأحرف وصار تحت مطرقة التباين الجنوبي- الجنوبي وسندان نظام الإحتلال وقلنا هذا صراحة في مقال خاص بهذا الجانب رغم زعل البعض لكن الحقيقة لا بد من قولها للصالح العام وللقضية الجنوبية بشكل خاص والدليل ان القيادة ما زالت مصرة على انزال بيانات مختلفة وكل يغني على ليلاه والله الساتر وللشعب في الجنوب رب يحميه.

اذا هل ما تم طرحه في عام 2005م يعد صالحا اليوم وانه في الإمكان الإتعاض في ايجاد حل منطقي وعادل لا ضرر ولا ضرار يجنب الشعب اليمني مغبة الدخول في اتون حرب اهلية مدمرة يخطط لها نظام صنعاء للخروج من المأزق الذي يعيشه ومن ازمته الداخلية ووضع الجميع امام الأمر الواقع في جر البلاد ولعباد الى مربع العنف والعنف المضاد وذلك من اجل تمرير شروطه في الإبقاء على وحدة بالقوة شعارها الوحدة او الموت والتي لم تعد صالحة في ضرف كهذا الذي يعيشه الجنوب من ظلم وقهر وحصار وتجويع وقتل بالجملة وبدم بارد واقتياد الشرفاء الى السجون وبالآلاف من الأبرياء المسالمين وفي سابقة لم يشهد التاريخ له مثيل بل وما هو اسوء ان الجنوب ما زال يعيش تحت حصار محكم والجميع ضمن سجن كبير مما اضطر الجنوبيون بان يتخذوا قرار فك الإرتباط ولا شيء سواه رغم وجود قناعات اخرى من قبل البعض اقل حدة والبعض الآخر اكثر تطرفا .

لقد قلت في مقالي والذي نشر امتدادة لمقال سابق بعنوان الوحدة اليمنية بين الحقيقة والوهم والذي نشر هو الآخر في نفس المجلة اي مجلة الغد العربي ولكن في بداية 2005م لقد قلت في المقال تحت عنوان واقع الوحدة اليمنية واسباب بروز الحركات الإنفصالية ما يلي:

لقد اكدنا في مقالنا السابق ان الوحدة السلمية التي تمت في 22/ من مايو 1990م قد تم القضاء عليها وانتهت بفعل الحرب الذي فرض على الجنوب من قبل نظام الجمهورية العربية اليمنية في 1994م ولكن اذا اراد احد ان يبقي على الوحدة اليمنية المتفق عليها سلميا في 22/ من مايو 1990م فان هذا يتطلب بل ويحتاج الى جهد مشترك من كل القوى الفاعلة في المجتمع عبر حشد كل القوى وممارسة كافة النشاطات والوسائل الضاغطة على الأرض شعبيا وعلى النظام في صنعاء ان يستجيب لدعوة الوفاق الوطني والمصالحة الوطنية الحقيقية من اجل بناء وطن يتسع الجميع ودولة النظام والقانون والعدالة والخير للجميع وهي دعوة تجسد قمة الوطنية والشرف والإعتزاز بالذات وهذا ما دعت اليه المعارضة في الداخل والخارج لأكثر من مرة وفي اكثر من مناسبة لكن للأسف لم يستجيب النظام الحالي لهذا المطلب الشعبي حتى هذه اللحظة ويكتفي بالمراوغة ان الوطن يتسع للجميع وحتى هذا الأخير لم يعد الوطن يتسع للجميع وبخاصة ان كل العائدين من ارض الشتات لم تحل مشاكلهم ومنهم الآف مؤلفة من الكوادر مهملة ومهمشة لا تتمتع بابسط حقوق المواطنة وبالتحديد على سبيل الذكر فقد اشتمل حزب خليك في البيت يدخل ضمن هذا شريحة كبيرة من ابناء الجنوب على وجه التحديد فمنهم الوزير والطبيب والطيار والمهندس والبحري والمدفعي والصاروخي والمد ير العام والسياسي والصحفي والدبلوماسي وحتى الجندي او العامل العادي لم يعد مقبولا في العمل وصار في قارعة الطريق بدون عمل وحتى من حالفه الحظ وبقي يعمل في اي مرفق او مؤسسة من مؤسسات النظام الحالي وهو من اصل جنوبي لا يحظى باي قدر من الإهتمام او الإحترام ولم يتحصل على كامل حقوقه اسوة بزميله من المحافظات الشمالية والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة ومتنوعة بل واكد ذلك الكثير ممن خرجوا بعد الحرب بسنوات وكانو اثناء الحرب حلفاء لهذا النظام بل وشركاء لهم في الحرب ضد الجنوب .


ألأفضع من هذا هو ان الجنوبي اليوم محروم من ابسط حقوقه في الإلتحاق بالكليا ت العسكرية والجامعية وتعتبر هذه المواقع من وجهة نظر النظام الحالي مواقع سيادية خاصة باالقبيلة وشلة الفساد والنخبة لبناء كادر نوعي من طرف واحد على المدى البعيد من المقربين والمواليين لهذا النظام وبهذا يكون قد اوجد هذا النظام كادر جديد وفق معايير خاصة وتربية جديدة يخضع له وينهج بنهجه ويصير الجنوبيون بصورة خاصة وفقراء اليمن بصورة عامة مجرد رعية وعمال ماجورين تخدم هذه الشريحة المتنفذة والفاسدة في اليمن .

للأسباب التي تم ذكرها برزت شعارات ( ارحلوا ) بل واصبحت حاليا حركة انفصالية جنوبية ويدعمها مناضلون شماليون كما برزت حركات جنوبية اخرى مطالبة بفك الإرتباط واستقلال الجنوب وتحقيق مصيره بسبب فشل النظام الحالي في الإمتثال الى مطالب الجماهير الشعبية في الشمال والجنوب على حد سوى بل وفشل في توفير ابسط ضروف الأمن والإستقرار والمواطنة المتكافئة وايجاد دولة نظام وقانون يحتكم له الجميع ومتشبع بروح الديمقراطية الحقيقية في التداول السلمي للسلطة والمبني على روح المواطنة المتساوية التي لا تفرق بين الشمالي والجنوبي من حيث الحقوق والواجبات والمعاملة وفرص العمل وكل تلك السلوكيات والأسباب اوجدت مناخا لبروز الحركات المطالبة بالإنفصال ومن ابرزها غياب المواطنة المتساوية في ظل النظام الحالي وهذا ما يثبت لنا ان وحدة اليمن الحالية لم تعد صالحة وانها مجرد وحدة وهمية ليس الا واننا جميعا نبحث عن وحدة يمنية حقيقية كما نبحث جميعا عن وحدة عربية حقيقية ما لم فكل منا يعود الى وضعه السابق وبروح توافقية وسلمية لتجنيب الشعب والوطن مخاطر هو بغنى عنها .

كنا نحن ابناء الجنوب ذات يوم نشعر بان الوحدة اتت كحل لكل ابناء اليمن في ظل فشل تجربتي الحكم في الشمال والجنوب لأن تلك التجارب السابقة في الحكم كانت مستمدة بقائها من تاجيج الصراعات الداخلية والإستئثار في ا لسلطة والإنفراد بها مما خلق نزاعات وصراعات دموية بصورة دائمة ومستمرة بين النخبة السياسية الحاكمة حينها بل وانه في السنوات الأولى من عمر الوحدة قد برز التباين الذي كان سبب الأزمة للفترة الإنتقالية وكان من اهم الأسباب التباين في النهج والتوجه للنخب السياسية القادمة من عدن والنخب السياسية لنظام الحكم في صنعاء وكذلك الصدام الإيديولوجي والفكري بين ما تحمله من شعارات لكل من ثوورتي 26/ منسبتمبر وثورة 14/ من اكتوبر وقد اصبح واضحا ان الخلط بين الإتجاه والإصلاح والإنجاز الثوري في التجربة الديمقراطية كان مازقا بحد ذاته ضاعت فيه التجربة ومسارها واصبحت الوحدة وهمية ووحدة مبنية على تجربة الوحدة الدموية هي الأخرى والدليل ان نظام صنعاء متمسكا بوحدة القوة ومتمسكا بالإنفراد في حكم اليمن من طرف واحد وبمنظومة الجمهورية العربية اليمنية.

ملا حظة:
بما ان المقال طويل وحتى لا يمل القارئ من الإطلاع عليه كاملا لآن البعض فقط ينظرون الى العنوان ويكتفي بالبدء في التعليق نحب ان ننشر المقال على حلقتين في نهاية كل اسبوع ونكتفي في هذه الحلقة الى ما ورداعلاه وما نحب ان نؤكد ان هذه الرؤوية والتنبوء كان في عام 2005م ومن اراد التأكد يطلب مجلة الغد العربي السنة السادسة العدد الواحد والسبعون للفترة من 15/ يوليو - الى 15 اغسطس 2005م ( صفحة 26 )

عبد الحافظ العفيف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق