بسم الله الرحمن الرحيم
واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا صدق الله العظيم
الحمد لله والصلاة والسلام على الرسول الأمين محمد ابن عبد الله عليه افضل الصلاة والتسليم
وبعد:
الأخوة المشرفين على اللقاء التشاوري/ لأبناء الجنوب الأول / المحترمين
الأخوة/ الأفاضل الحاضرون للمشاركة في هذه الندوة
اسمحوا لي باسمي شخصياان القي على مسامعكم هذه المداخلة المتواضعة تحت عنوان:
اهمية الوفاق الجنوبي- الجنوبي في ضل التناقضات والتباينات الجنوبية –الجنوبية البارزة في جسد الحراك السلمي الجنوبي وتاثيراتها السلبية على مستقبل القضية الجنوبية وحراكها السلمي
باعتباري احد ابناء الجنوب المنفيين الى جانب العديد من ابناء الجنوب الشرفاء المتواجدين في مختلف اسقاع الشتات والمشردين قسرامن ارض الوطن الحبيب منذ اكثر من ستة عشر عاما وعلى وجه التحديد منذ ان استطاع تتار الشمال ممثلا بنظام التخلف والجهالة والفساد من غزو ارض الجنوب الطاهرة بقوة السلاح في /7/7/1994م وبعد شراكة في وحدة وهمية دامت اربع سنوات ثم توجت بحرب غادرة من قبل هذا النظام الذي يحتفل في هذا اليوم الموافق 17/ من يوليو من كل عام بيوم ما يسمى بيوم استيلاء وجلوس ديكتاتور اليمن على عرش السلطة المطلقة ذات التوجه نحو التوريث وحكم القبيلة التي لا تقبل منازعا لها بذلك وهذه الحرب دامت سبعون يوما والتي استطاع الغزاة من كسب المعركة واحتلال الجنوب ثم الغاء الوحدة السلمية التي تمت بين دولة الجنوب ممثلة بنظام الحكم الذي كان يقوده الحزب الإشتراكي اليمني وحلفاؤه على مستوى الجنوب والشمال وبين دولة الشمال الذي كان يحكمها النظام السابق والحالي ممثلا بالمؤتمر الشعبي العام وشريكه في الحكم حينها حزب التجمع اليمني للإصلاح وحلفاؤهم من القوى الأخرى على مستوى الشمال والجنوب احب ان اؤكد لكم ان تلك الوحدة الوهمية انتهت بفعل الحرب والعدوان الشمالي على الجنوب والى غير رجعة ولا يجب ان نخوض في موضوع كهذا وخاصة بعد ان اجمع على هذا شعب الجنوب باكمله وقالها امام الكل وبملئ الفم الوحدة انتهت ولم يعد لنا ارتباط بها لا من قريب او من بعيد واننا الآن نعيش تحت ضل الإحتلال المفروض علينا بقوة السلاح وما يجب علينا هو اخراج هذا المحتل من ارضنا وباي اسلوب كان وكل الخيارات للدفاع عن الوطن الجنوبي وعن استقلاله وحريته متاحا ومشرعا دولياحيث اكد ميثاق الأمم المتحدة بان اي اقلية اوبلد صغير كان او كبير يحق له الدفاع عن نفسه واعلان رفضه للتواجد الإحتلالي ويجوز شرعا استخدام كل الخيارات في سبيل الحرية والتحرر والإستقلال.
كما احب التاكيد من جانب آخر ورغم الصعوبات والمخاطر والمعوقات والتباينات والإختلافات في وجهة النظر بين كل الفرقاء على مستوى الساحة الجنوبية عموما بان تمسك شعب الجنوب باهداف نضاله الوطني في التحرر والإستقلال من خلال مواصلة التمسك بقرار فك الإرتباط الذي اتخذ عشية 21/7/ 1994م والحرب حينها مستعرة وفي اوجها بين الغزاة الشماليون من جهة والجنوبيون من جهة اخرى وان هذا الخيار المؤدي الى التحرر والإستقلا ل اصبح راسخا ويزداد رسوخا يوما عن يوم باعتباره خيارلكل الشرفاء من مختلف اطياف العمل السياسي والإجتماعي في الداخل والخارج وخيار لكل الإنتمآت المرحلية وعلى امتداد الفترة التاريخية المنصرمة والذي يمكن تقييمها باربع مراحل مهمة يمكن تقييمها بالمراحل التالية:
1. مرحلة التواجد الإستعماري البريطاني ويدخل ضمنها مرحلة الكيانات القبلية والمناطقية والتي توجت باعلان اتحاد المحميات الشرقية والغربية الجنوبية ( اتحاد الجنوب العربي ) وهذه الفترة امتدت منذ احتلال ارض الجنوب في 19/ من يناير من العام 1839م حتى عام 1967م
2. مرحلة الإستقلال الإول والممتدة من العام 1967م وحتى العام 1990م.
واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا صدق الله العظيم
الحمد لله والصلاة والسلام على الرسول الأمين محمد ابن عبد الله عليه افضل الصلاة والتسليم
وبعد:
الأخوة المشرفين على اللقاء التشاوري/ لأبناء الجنوب الأول / المحترمين
الأخوة/ الأفاضل الحاضرون للمشاركة في هذه الندوة
اسمحوا لي باسمي شخصياان القي على مسامعكم هذه المداخلة المتواضعة تحت عنوان:
اهمية الوفاق الجنوبي- الجنوبي في ضل التناقضات والتباينات الجنوبية –الجنوبية البارزة في جسد الحراك السلمي الجنوبي وتاثيراتها السلبية على مستقبل القضية الجنوبية وحراكها السلمي
باعتباري احد ابناء الجنوب المنفيين الى جانب العديد من ابناء الجنوب الشرفاء المتواجدين في مختلف اسقاع الشتات والمشردين قسرامن ارض الوطن الحبيب منذ اكثر من ستة عشر عاما وعلى وجه التحديد منذ ان استطاع تتار الشمال ممثلا بنظام التخلف والجهالة والفساد من غزو ارض الجنوب الطاهرة بقوة السلاح في /7/7/1994م وبعد شراكة في وحدة وهمية دامت اربع سنوات ثم توجت بحرب غادرة من قبل هذا النظام الذي يحتفل في هذا اليوم الموافق 17/ من يوليو من كل عام بيوم ما يسمى بيوم استيلاء وجلوس ديكتاتور اليمن على عرش السلطة المطلقة ذات التوجه نحو التوريث وحكم القبيلة التي لا تقبل منازعا لها بذلك وهذه الحرب دامت سبعون يوما والتي استطاع الغزاة من كسب المعركة واحتلال الجنوب ثم الغاء الوحدة السلمية التي تمت بين دولة الجنوب ممثلة بنظام الحكم الذي كان يقوده الحزب الإشتراكي اليمني وحلفاؤه على مستوى الجنوب والشمال وبين دولة الشمال الذي كان يحكمها النظام السابق والحالي ممثلا بالمؤتمر الشعبي العام وشريكه في الحكم حينها حزب التجمع اليمني للإصلاح وحلفاؤهم من القوى الأخرى على مستوى الشمال والجنوب احب ان اؤكد لكم ان تلك الوحدة الوهمية انتهت بفعل الحرب والعدوان الشمالي على الجنوب والى غير رجعة ولا يجب ان نخوض في موضوع كهذا وخاصة بعد ان اجمع على هذا شعب الجنوب باكمله وقالها امام الكل وبملئ الفم الوحدة انتهت ولم يعد لنا ارتباط بها لا من قريب او من بعيد واننا الآن نعيش تحت ضل الإحتلال المفروض علينا بقوة السلاح وما يجب علينا هو اخراج هذا المحتل من ارضنا وباي اسلوب كان وكل الخيارات للدفاع عن الوطن الجنوبي وعن استقلاله وحريته متاحا ومشرعا دولياحيث اكد ميثاق الأمم المتحدة بان اي اقلية اوبلد صغير كان او كبير يحق له الدفاع عن نفسه واعلان رفضه للتواجد الإحتلالي ويجوز شرعا استخدام كل الخيارات في سبيل الحرية والتحرر والإستقلال.
كما احب التاكيد من جانب آخر ورغم الصعوبات والمخاطر والمعوقات والتباينات والإختلافات في وجهة النظر بين كل الفرقاء على مستوى الساحة الجنوبية عموما بان تمسك شعب الجنوب باهداف نضاله الوطني في التحرر والإستقلال من خلال مواصلة التمسك بقرار فك الإرتباط الذي اتخذ عشية 21/7/ 1994م والحرب حينها مستعرة وفي اوجها بين الغزاة الشماليون من جهة والجنوبيون من جهة اخرى وان هذا الخيار المؤدي الى التحرر والإستقلا ل اصبح راسخا ويزداد رسوخا يوما عن يوم باعتباره خيارلكل الشرفاء من مختلف اطياف العمل السياسي والإجتماعي في الداخل والخارج وخيار لكل الإنتمآت المرحلية وعلى امتداد الفترة التاريخية المنصرمة والذي يمكن تقييمها باربع مراحل مهمة يمكن تقييمها بالمراحل التالية:
1. مرحلة التواجد الإستعماري البريطاني ويدخل ضمنها مرحلة الكيانات القبلية والمناطقية والتي توجت باعلان اتحاد المحميات الشرقية والغربية الجنوبية ( اتحاد الجنوب العربي ) وهذه الفترة امتدت منذ احتلال ارض الجنوب في 19/ من يناير من العام 1839م حتى عام 1967م
2. مرحلة الإستقلال الإول والممتدة من العام 1967م وحتى العام 1990م.
3. مرحلة دولة الوحدة الوهمية والتي استمرت من العام 1990م وحتى عشية اعلان الحرب في صيف العام 1994م.
4. مرحلة دولة الإحتلال الممتدة من 7/7/1994م وحتى يومنا هذا
ستة عشر من المعانات والإضطهاد والحرمان من ابسط الحقوق الإنسانية بل والتهميش والإلغاء ومحاولة الظم والإلحاق والإلغاء للهوية الجنوبية قررا لشعب الجنوبي صاحب المصلحة العلياء في كل هذاان يتوج خيار النضال من اجل التحرر والإستقلال بتصالح وتسامح بين ابناء الجنوب وتجسيد ذلك بتوافق جنوبي- جنوبي واعتبر حينها ان هذه المحطة اي محطة التصالح والتسامح هي بداية عهد جديد ومرحلة تاريخية جديدة تتطلب منا جميعا التلاحم والتوافق والتصالح عمليا لا قولا فقط حتى نستطيع معا تحقيق الهدف الأسمى لشعب الجنوب وهو تحقيق قرار اعلان فك الإرتباط واستعادة دولة الجنوب من خلال تحقيق التحرر والإستقلال الكامل وهذا حق مشروع وواجب وطني عبر عنه وفاء الشعب بالتضحيات والفدى في الأرواح والأموال و بكل ما يملك والذي ولد لدينا جميعا شعورا بالمسؤلية التاريخية ورسخ لدينا قناعات كاملة بالتوحد والتوافق والتفاهم والشعور بالمسؤولية على البذل ومواصلة النضال والتضحية من اجل اعادة كرامة وعزة وحرية المواطن والوطن الجنوبي وبه ينتقل هذا الحس والحماس النضالي الى الإجيال القادمة والحالية للنشئ من هذا واقع مغاير للسائد الذي سلب الإنسان الجنوبي هويته وتاريخه وثقافته الوطنيتة وكامل حقوقه في العيش كانسان حر على ارضه بامن وسلام.
ان التصالح والتسامح بين ابناء الجنوب قد عزز ثقتهم بانفسهم مما نتج عن ذلك في تطوير وترجمة هذا المفهوم الى اعلان الحراك السلمي الجنوبي على مستوى الوطن الجنوبي كله وعلى مستو الخارج والذي ينطوي ضمنه مختلف الأطياف السياسية والإجتماعية بل وظهر الى السطح الحراكي مكونات سياسية حراكية على شكل هيآت وتجمعات ومنظمات ذات توجهات وقناعات متباينة بل وفي بعض الحالات ينتج عن ذلك التباين اختلافات في الرؤى والتوجه والهدف والتقييم لمجريات الإحداث على الساحة الجنوبية مما ولد في بعض الأحيان الى تقييم مفاده بانه حان الوقت لوضع النقاط على الحروف لحل مثل هذه الشواهد في وقتها حتى لا تتحول الى معضلة كارثية على مستقبل الحراك الجنوبي السلمي وعلى القضية الجنوبية التي هي في فترة مخاض عسيرة وخاصة وان الحراك ليس وحده اللاعب في الميدان بل هناك عدة اتجاهات جنوبية تسابق الزمن في من يكسب اسرع ومن هؤلاء اللاعبون الى جانب قوى الحراك الجنوبي السلمي بمختلف مكوناتها قوى جنوبية ترى بالبقاء ضمن الإطار الوحدوي هوالحل الأسلم بشرط التغيير لمنظومة الحكم الحالية ومنهجها الإنفصالي وان مسيرة الأحداث الجارية على مستوى الساحة الوطنية الجنوبية خلال الفترة الممتدة منذ بروز الحراك السلمي الى الواقع العملي والفعلي تشير بوضوح الى ان امور أساسية وجوهرية سوف تتمخض عنها في الأيام القريبة القادمة وستفرض على قيادات الحراك السلمي الجنوبي " الشخصيات السياسية والإجتماعية والمستقلة + الأعضاء من احزاب اللقاء المشترك + الأعضاء الراكبين لموجة الحراك دون قناعات مطلقة وواعية لما يدور على الساحة الجنوبية من مخاطر جمة وعلى مختلف الأوجه والذي كان يفكر البعض من هؤلاء ان الحراك والإنتماء اليه هو بمثابة مغنم ومكسب وليس تضحية ونضال وفدى بالمال والروح والوقت" وبهذا حان تحديد المواقف والتوجهات من مستقبل ومصير القضية الوطنية الجنوبية المرتكزة على مبادئ واهداف التحرر والإستقلال واستعادة دولة الجنوب وفقا لخيار الشعب الجنوبي ممثلا بحراكه السلمي المناضل في الساحة وبصدر عار وبروح االتضحية والإستشهاد وبروح التصالح والتسامح الجنوبي- الجنوبي والتوافق الجنوبي- الجنوبي والذي نعتبره مربط الفرس في الحفاظ على الحراك السلمي ونهجه ونصرة القضية الجنوبية واستعادة الحق المسلوب.
إن أهم أسباب تلكؤ الحراك السلمي الجنوبي ووقوفه عند مرحلة معينه دون التقدم خطوات إلى الأمام هو عدم تطبيقنا لمفهوم التصالح والتسامح بصورة ايجابية وعملية وكذلك عدم قبول البعض بمبدأ التوافق الجنوبي- الجنوبي والذي يرفضه البعض لأسباب نجهلها مما ادى الى وقوع الحراك السلمي في تعثر ومازق يمكن استعراض اهم اسبابه بما يلي :
1- التباينات القائمة حول دور ومشاركة شرائح وفئات المجتمع في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية , ليتم على ضوءها تحديد ملامح وتكوين دولة المستقبل سياسياً واجتماعياً وثقافياً , وذلك لصلتها الوثيقة بالماضي . ورغم الغموض الملتف حول التباين عند عامة الناس , إلاَّ إنه أدى إلى تشويه صورة الحراك وإلى التلاعب بطبيعة صراع القوى الوطنية الجنوبية مع نظام الاحتلال الذي يسير عكس مجرى التاريخ .
2- النزعة الذاتية المتأصلة في أنفس بعض قادة الحراك المنسوبين إلى الثقافة الشمولية والرجعية التسلطية , نتيجة استمرار التفكير بعقلية الماضي المتأثر بالإملاءات وإلغاء وتهميش الآخر وممارسة الوصاية على الشعب . لعدم التخلص من الإرث السلبي للتجارب الماضية والعهود السابقة, ومنها البحث عن إبراز الأدوار والتفكير بحسابات تمييزية , حزبية , فئوية , مناطقية , قبلية , غير واقعية , واستباق مراحل لم يحن أوانها .
4- افتقاد الحراك السلمي إلى عمل مؤسسي تكون له قيادات شرعية معروفة تقود وتنظم نضال شعب الجنوب , ووثائق شرعية معتمدة تلزم القيادة وكافة أطـر مجلس الحراك التقيد بها والعمل تحت سقفها .
5- عدم اكتراث جزء هام من المجتمع الجنوبي بما يجري حوله , وكان لا علاقة ولا مسئولية له بما يجري , وأن مستقبلة ومصير وطنه قد سُلّم لغيرة يفعل به ما يشاء . وافتقاد يقضه الحس النضالي عند كثير من المواطنين , أو الشعور بالواجب الوطني والذود عن مصيره وعن مستقبل الشعب , وعدم التفريق بين المصلحة الخاصة والمصلحة الوطنية العليا .
6 مبالـغة الكثيـر من قيـادات وقواعـد الحـراك السلمـي فـي تقديـر إمكاناتهـم وقدراتهـم الفكريـة والسياسيـة والميدانيـة التطبيقية , ضناً منهم أن هناك مصلحة مادية خاصة قد تفوتهم وتذهب إلى غيرهم إذا لم يلجئ إلى المبالغة . هؤلاء يعانون من المعرفة الناقصة في جميع المجالات , وهذا الأمـر أشد خطراً من الجهل المعرفي , لأن صاحب المعرفة الناقصة المدّعي بالدراية والمعرفة والفهم مكابر بطبعه لا يقتنع إلاّ برأيه مهما كان مخطئ ولا يتقبل أخذ المعرفة من الآخرين . فهي مشكلة مزدوجة يصعب علاجها .
7- تأثير الحملة الإعلامية المضادة لنظام الاحتلال ومن يرتبط بسياساته في الإبقاء على وحدة الظم والإلحاق والصحف الأهلية الشمالية , واستخبارات الاحتلال المعادية للحراك والهادفة إلى زعزعت الثقة بين قادة الحراك وقواعدها وإلى إضعاف أساليب النضال وتشويهها بزرع القائمين بهذه المهمة التدميرية في أوساط الحراك .
8 - المنهج الخاطئ لفئة الذين يعتقدون وهـمّـاً بأنهم يمثلون أبناء الجنوب عند أرباب سلطة الاحتلال , وارتهانهم لإرادتها بفرض سيادة الأتباع على شعبهم وتـزيين أخطائها والتكاتف مع النفاق الطارد لقول الحقيقة والنُصح . وتأثير مثل هؤلاء على بعض قادة الحراك السلمي بحكم الانتماءات والزمالة السابقة .
9 – الخلط البـيّـن والعبثي من بعض قادة الحراك بين الوسائل والغايات إلى درجة أن التباين على الوسيلة قد استنفد منا جهداً وصراعاً عميقين ونسينا من جـراء ذلك أن ننظر إلى الغاية بالجـديّـة اللازمة , بل غابت عنا الغايات وتلاشت بسبب هذا التباين وفـرّطنا في الغايات نفسها في بعض الأوقات , وما زال بعضنا مع الأسف الشديد يقوم عن جهل وقصر بالخلط بين الوسائل والغايات .
كان من أهداف التسامح والتصالح رأب الصدع ولم الشمل وتضميد الجراح والارتهان الكامل للقضية الوطنية الجنوبية على أسس ومبادئ التحرر والاستقلال واستعادة الدولة , باعتباره واجب وطني يحق لكل المناضلين والوطنيين الجنوبيين دون استثناء المشاركة بالعمل على تحقيقه , هذا المبدأ يمثل بالنسبة إلينا حجر الزاوية للالتقاء مع الآخرين في مسيـرة النضال المشتـرك , ولأن ذلك عملُ يتطلب جهداً كبيراً نظراً لحجم المهام ولأهمية الأهداف واتساع ساحة النضال ومجالها وتعدّد وتنوع المشاريع المضادة , لابد من اعتماد أداة ووسيلة عملية وعلمية صحيحة , فالغاية النبيلة لابد أن تتحقق بوسيلة نبيلة وعلينا الاتعاظ مما حصل مع جيل الآباء الأولين بعد الاستقلال .
إن ضرورة تكوين إطار تنظيمي جنوبي تفرضه علينا طبيعة الظروف والأوضاع الحالية , والحاجة لنواة قادرة على تأسيس ثقافة سياسية جنوبية تقوم على الاعتراف بالآخر , وتصحيح الخلل والخلط الحاصل بالمفاهيم والقيم الاجتماعية على مستوى : الوعي بالحس الوطني ــ الشعور بالواجب والمسئولية الفردية والجماعية ــ السلوك والعلاقات الأخلاقية والإنسانية ــ العودة للتعامل بالضمير الحي في الشئون الخاصة والعامة ــ التعـوّد على احترام النظام والقانون ــ وغيرها من المفاهيم . . وهو ضرورة حتمية لقيادة وتنظيم شعب الجنوب واستعادة هويته وتاريخه ووطنه . فالإطار التنظيمي الفاعل والمنضبط سيحـرّك الجمود الفكري وينهي الركود الشعبي ويكسر الحواجز النفسية وينهـي الشـواجـز الشمولية ويخـرج الشعـب والوطـن مـن محـنـتـه ومعـاناتـه الحاليـة والتقـدم بـه نحـو تحقيق أهـدافـه .
إن بنـاء إطـار مؤسسـي مُنظّـم ومنضبط , على أسس وطنيـة جنوبيـة خالصـة بشراكـه ومشاركـة واسعـة من كل شرائـح المجتمـع ومـن كافـة محافظـات الجنوب هو عمل مطلوب وطنياً وسياسياً للتمكن من موازاة الآخرين أصحاب الخبرة والممارسة تنظيمياً وسياسياً , والقيام والمسئولية الوطنية وبالواجب النضالي ولكسب الخبرات
وقيادة نضال الجماهير وتوجيهها صوب قضيتها الوطنية الجنوبية . لأن القيادة والسيطرة والحسم في نهاية المطاف ستكون للجماعة ــ " تقل أو تكثر " ــ الأكثر تنظيماً وانضباطاً ووعياً وفاعلية وقرباً من قلوب الجماهير .
وحتى نكون أكثر موضوعية وملامسة للواقع فإننا نستطيع القول , إن هناك عدد من الشروط يجب أن تتوفر عند القيام ببناء وتأسيس الأعمال والمشاريع , وتُـعـد لُكُل مشـروع يرجو لهُ النجاح ( أيا كان مجاله ومهما كان صغيراً ) خُطة مدروسة جيداً مبنية على مجموعة من العناصر والمقومات كامتلاك الأداة والوسيلة والقدرة الذاتية والإرادة , وإذا كان العمل سياسياً أو اجتماعياً فيشتـرط اقتناع القائمين بتنفيذ ذلك العمل على الالتزام والارتهان لخدمة المشـروع وقبول الاهتمام به , ومن أوساط هؤلاء يتم اختيار أصحاب الخبرة والكفاءة والأمانة والنزاهة لإدارته , وفق أسلوب يتناسب يتوافق مع القدرات والإمكانات ومجال العمل والظروف المحيطة به ليصبح العمل جزء منهم وحقيقة واقعة في حياتهم . ونوضحها كالتالي :
1- استخدام كافة الوسائل المشروعة لمواجهة التحديات متمثلة بالأفكار والخطط والمشاريع التي تحاك ضد الحراك السلمي الجنوبي والجنوب عامة , ومناقشة هذه الوسائل بقلب وعقل مفتوحين دون أن تغيب عنا الغايات .
2- أن نعمل معاً ونجعل من مبدأ التكامل والتعاون هدفاً لخدمة القضية الوطنية الجنوبية . . ومن تضامنا وفاءاً للوطن الجنوبي , بحيث تكون لتلك الأهداف وسائلها وخطواتها وأولها القبول والاعتراف بالتشخيص الحقيقي للواقع من أجل سهولة التعامل معه .
3- توظيف الخبرات المعرفيـة المتوفـرة لدى الجميع لبناء إطار تنظيمي يقوم على هيكلية منضبطة يكون قادر على قيادة شعب الجنوب إلى تحقيق أهدافه وإدارة الصراع مع المحتل .
4- الأخذ بالقاعدة المعروفة ( السياسة فن الممكن ) وعدم البناء على الوهم والتخمين , خصوصاً إذا كان العمل مرتبط بمستقبل شعب ومصير وطن .
5- يجب قراءة التاريخ قراءه صحيحة ومنصفة بعيداً عن العواطف أو التحيز أو المبالغة أو الرغبات الخاصة , بهدف المعرفة الحقيقية لأحداث وتجارب الماضي والاستفادة من دروسها واستخلاص العبر منها . فالاستنتاج الصحيح يساعد على بناء الموقف السليم واتخاذ القرار الصائب في المواضيع والقضايا المختلفة .
6- الحرص على كسب ثقة الجماهير والحفاظ على تفاعلها وزخمها النضالي من خلال الطرح السليم القادر على الإقناع والقائم على المصداقية والموضوعية والخطاب السياسي المقبول , الملتزم بمبادئ وأهداف شعب الجنوب وبالقيم الدينية والإنسانية والأخلاقية .
7- أن تتجنب قيادات الحراك السلمي الجنوبي المبالغة في خطابها السياسي ويستحسن أن تكون خطاباتهم مكتوبة ومختصرة , وعدم التصريحات غير الضرورية المبالغة بالقول عن فعل أعمال لا يمتلك الحراك السلمي الأدوات والمناهج والإمكانات القادرة على تنفيذها .
8- نتيجة للظروف والأوضاع التي يمر بها شعب الجنوب حالياً , ولطبيعة التحديات التي يواجهها وتعددها وتنوعها , يمكن للحراك استثناء الأسلوب والاستعانة بالوسيلة المناسبة لتحقيق أهداف النضال بما يخدم القضية الوطنية الجنوبية , وفقاً لمقتضيات المرحلة ومتطلبات العمل , ولأهمية الهدف المعني بالاستثناء إن كان محققاً لغاية يرجو منها . شرط إقرار الوسيلة بإجماع القيادة , وتوافقها مع مصادر أصول الشـرع ومبادئ القانون وأعراف المجتمع , وهي غنية بما يلبي الحاجة ويفي بهذا الشرط , لخدمة النضال والقضية دون الخروج عن إستراتيجية الحراك .
إن الحراك السلمي الجنوبي يمر اليوم بمرحلة صعبة وحاسمة , وسوف يسفر عنها وضوح كامل لمجمل التباينات الحاصلة بين قيادات الحراك , وستحصل عملية فرز وغربلة لكل شخص وعضو حراكي أو قيادي جنوبي وتحديد المواقف من مختلف القضايا ومواضيع القضية الوطنية الجنوبية , وحسم خيار الشعارات المرفوعة بالتحرر والاستقلال وفك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية دون مراوغة . فأمّا خيار الحراك السلمي الجنوبي وشعب الجنوب بالتحرر والاستقلال وفك الارتباط واستعادة الدولة وإمّـا خيار البقاء تحت نـيـر الاحتلال وأحزاب اللقاء المشترك اليمنية . إنها مرحلة تحديد معالم الطريق ومستقبل شعب الجنوب ومصير وطنه . لذا يجب علينا الحرص الشديد من كل شاردة وواردة تأتي بها رياح الحيلة والخداع , ومن كل كذاب ومندس كنا نعرفه ولنا علاقة معه في الماضي أو صادفناه في طريقنا بعد اليوم .
بعد استعراض الجزء الأول من ورقة العمل المقدمة الى الندوة حسب العنوان اعلاه نواصل معكم الجزء الثاني والمهم والذي يتضمن اعطاء موجز تحليلي من الواقع الملموس والذي يتحدث عن مستقبل القضية الجنوبية ممثلة بحراكها السلمي المبارك شعبيا والتقييم ياتي على ضوء التباينات الجنوبية –الجنوبية والذي اوجزناه بما ي
المستقبل الجنوبي
على ضوء التباينات الجنوبية - الجنوبية
أكدنا لكم في اكثر من موضوع تم نشره وخاصة ما يتعلق بالمستقبل الجنوبي على ضوء التباينات الجنوبية -الجنوبية حول الإتفاق على تحديد شكل وهوية الجنوب الذي ينشده كل ابناء الجنوب الذي يضمن لهم امنهم واستقرارهم وتطورهم ويوحدهم حوله بصورة اجماعية توافقية على قاعدة التصالح والتسامح الحقيقي النابع من مصلحة الوطن الجنوبي فوق كل الإعتبارات !
لكن التجربة اثبتت ان القوى المحركة للقضية الجنوبية اليوم ترفع شعارات المصالحة الجنوبية - الجنوبية – وانا اقول التجربة ولا اقول ذلك من باب الفقه أو ألإجتهاد أو النوايا ، ترفع هذا الشعار بشكل وتطبقه بشكل آخر . هذه مسألة يجب ان نعطيها اهتماما كبيرا . لم يحصل ان رأيت حزبا سياسيا أو فريقا سياسيا أو منظومة سياسية لمرحلة معينة قد اعطت برنامجا او مشروعا سياسيا يحدد الشكل والهوية لجنوب المستقبل يجمع عليه كل الفرقاء في الساحة الجنوبية !. وما يثبت ذلك التباين والإختلاف الواضح والبارز الى السطح بين القوى المحركة للقضية الجنوبية ، والذي قد تكون متفقة على الخلاص من الوضع الحالي وفك الإرتباط به ، لكنها وهذا ليس سرا ولا خفيا على احد بانها لم تجمع حتى اللحظة على ما هو جنوب المستقبل الذي يكون وطنا للجميع وموحدا لكل اطياف العملية السياسية الجنوبية بل وما هو أخطر بان البعض لم ينسى الماضي الأليم الذي تجرع الكل من مرارة مآسيه الدامية بسببها وصل الوضع في الجنوب الى ما هو عليه الآن.
ممن يريدون معالجة الخطاء بالخطاء لا يريدون الإعتراف بمثل هذه الظواهر ويعتبرون الحديث عنها مضر بالقضية الجنوبية والتفاهم حولها ، لكنني اقول عكس ذلك فان الوضوح والشفافية في التعامل مع القضية الجنوبية بل والمصارحة فيما بين كل الفرقاء في الساحة الجنوبية هي من توصلنا الى جنوب ذو مستقبل آمن يمكن للجميع التعايش معه والإلتفاف حوله تطبيقا للمقالة المأثورة كل ما كان بداية الشيء شرط ووضوح كان آخره نور ونجاح ، واثبت ذالك عمليا انه اي حدث في التأريخ ، اذا كان نتيجة رد فعل ، فمصيره الفشل والتناحر لإنه عمل مؤقت ينطوي على الكذب والتحايل والمكايدة والتفاف البعض على البعض الآخر ، وهذا ما هو حاصل عمليا في الساحة الجنوبية ، ما يثبت ذلك بان البعض لا يريد ان يعترف ببعضه الآخر وان كل التحالفات الموجودة على الساحة لم ترتكز على قاعدة صلبة مفادها مصلحة الوطن الجنوبي فوق كل الإعتبارات والدليل قلناه في موضوعنا السابق الذي جرى عليه النقاش ، وقد رأيت أخوة تحمسوا وانفعلوا بل ذهب البعض الى ما هو ابعد في عدم الإكتراث لما يحصل على الساحة الجنوبية وفي بلدان الشتات للإغتراب والهجرة من ابناء الجنوب وكأنهم لا يابهون بما يحدث ولا يهمهم مستقبل الجنوب وحدة ابنائه ولا استقرار شعب الجنوب على ارض موحدة ولا يهمهم حتى التفكير حتى عن ما هو الجنوب المطلوب في الحاضر والمستقبل ، ومثل هؤولاء لا يؤتمن عليهم في المضي معهم الى المجهول ، بحكم عقليتهم التي ما زالت عقلية شمو لية استحواذية تسلطية لا فرق بينهم وبين من سبقوهم ، ولا فرق بينهم وبين نظام صنعاء الدكتاتوري سوى بالإنتماء والهوية . .
ماذ قلنا عن القوى المحركة للقضية الجنوبية اليوم فمن هي ؟ وماذا يريد كل منهم ؟ واين الصح واين الخطاء وما هو الحل الأنجع في التوصل الى قاسم مشترك في القضية يتفق عليه الجميع ويرضي الشعب الجنوبي قبل غيره لأنه هو صاحب الشأن وهو من يدفع الثمن في كافة المراحل على مدى عقود طويلة من الزمن ، لإن عملية الصراع داخل القيادات الجنوبية بمختلف اطيافها ومشاربها وفترات تواجدها قد انهكها صراع د اخلي ، تصوروا انه ومنذ الستينات وحتى بداية عصر الوحدة بين الشما ل والجنوب اليمني قد تم ابادة جيل باكمله وتم تصفية قيادات لمراحل باكملها كله كان صراعا على ما هو الجنوب الذي يجب ان يكون وفقا لمايراه كل منا بمنضوره الخاص وقناعاته الغير قابلة للنقاش او الجدل ، فمن عاش الفترة ما قبل الإستقلال يقول ان ذلك الوضع هو الوضع الأمثل والوضع الصح ، ومن عاش الفترة الممتدة من 1967م وحتى عشية التوحد مع الشمال في عام 1990م يقول ان وضعه هو الصح والأقرب الى مصالح الجماهير والفقراء في الجنوب وهو الوضع الشرعي في استعادة الهوية الجنوبية والذي يجب ان يكون ... الخ ، واما من استفاد من الفترة ما بعد الوحدة من الجنوبيون يقول ان هذه الفترة هي الأنسب والأصلح وهذا يدلل لنا ان هناك ثلاثة اتجاهات رئيسية في الساحة الجنوبية لكل اتجاه وجهة نظره الخاصة عن الجنوب والمستقبل الجنوبي ، والصراع في اوجه بين هذه القوى المختلفة اختلافا واضحا رغم محاولة البعض الى انكار ذلك ، لكنها الحقيقة التي يجب معالجتها والوقوف امامها اذا ما اردنا تحقيق الهدف الإستراتيجي الذي نناضل من اجله بل ومن اجله نضج الوضع الى حراك شعبي سلمي مطالبا بفك الإرتباط واستعادة الهوية والدولة الجنوبية ، وباي شكل من الأشكال .
يا ابناء اليمن الجنوبي في مختلف بلدان الإغتراب والشتات اننا معنيون بان نتوحد ونلتف حول قضيتنا الجنوبية جميعا دعما منا للحراك السلمي الجنوبي والحفاظ عليه من اي اختراق او تطاول او احتواء من قبل جهة على حساب الجهة الأخرى ولأنه اي الحراك السلمي السفينة التي يبحر عليها كل ابناء اليمن الجنوبي بمختلف مكوناته السياسية والتي اتت من مختلف الأطياف والمنابع الإجتماعية والقبلية والسياسية والثقافية ورغم ان الحمل ثقيل جدا جدا لكن السفينة للحراك لديها من الطاقة ما يمكنها من تجاوز اي مخا طر ولديها النفس الطويل في جوب البحار والمحيطات حتى تصل الى شاطئء الأمان ولكن ان لا يبرز الخلل والأنهيار من الربان والطاقم الفني لهذه السفينة فهم وحدهم من يؤدون الى فقدان الإتجاه والإبحار بها الى المجهول كما حدث في كثير من رحلات الإبحار السابقة ومستقبل الحراك وتحقيق اهدافه مرهون بالعمل بكل ما ورد في الموضوع اعلاه وبكل المواضيع التيحليلية والتقيمية للحراك السلمي الجنوبي ...... والله ولي التوفيق ....وانها لثورة حتى النصر واستعادة الحق الجنوبي في التحرر والإستقلال الهدف الأسمى للشعب الجنوبي في نضاله العادل والمشروع ممثلا بحراكه السلمي المبارك ولا شيئ غير .. والله من وراء القصد.
ولكل المشاركون في هذه اللقاء لأبناء الجنوب في المملكة المتحدة التحية والإحترام كما نتمنى النجاح وكل النجاح للقئنا هذا على طريق لقىت قادمة باذنه تعالى .
العميد/ طيار عبد الحافظ العفيف
4. مرحلة دولة الإحتلال الممتدة من 7/7/1994م وحتى يومنا هذا
ستة عشر من المعانات والإضطهاد والحرمان من ابسط الحقوق الإنسانية بل والتهميش والإلغاء ومحاولة الظم والإلحاق والإلغاء للهوية الجنوبية قررا لشعب الجنوبي صاحب المصلحة العلياء في كل هذاان يتوج خيار النضال من اجل التحرر والإستقلال بتصالح وتسامح بين ابناء الجنوب وتجسيد ذلك بتوافق جنوبي- جنوبي واعتبر حينها ان هذه المحطة اي محطة التصالح والتسامح هي بداية عهد جديد ومرحلة تاريخية جديدة تتطلب منا جميعا التلاحم والتوافق والتصالح عمليا لا قولا فقط حتى نستطيع معا تحقيق الهدف الأسمى لشعب الجنوب وهو تحقيق قرار اعلان فك الإرتباط واستعادة دولة الجنوب من خلال تحقيق التحرر والإستقلال الكامل وهذا حق مشروع وواجب وطني عبر عنه وفاء الشعب بالتضحيات والفدى في الأرواح والأموال و بكل ما يملك والذي ولد لدينا جميعا شعورا بالمسؤلية التاريخية ورسخ لدينا قناعات كاملة بالتوحد والتوافق والتفاهم والشعور بالمسؤولية على البذل ومواصلة النضال والتضحية من اجل اعادة كرامة وعزة وحرية المواطن والوطن الجنوبي وبه ينتقل هذا الحس والحماس النضالي الى الإجيال القادمة والحالية للنشئ من هذا واقع مغاير للسائد الذي سلب الإنسان الجنوبي هويته وتاريخه وثقافته الوطنيتة وكامل حقوقه في العيش كانسان حر على ارضه بامن وسلام.
ان التصالح والتسامح بين ابناء الجنوب قد عزز ثقتهم بانفسهم مما نتج عن ذلك في تطوير وترجمة هذا المفهوم الى اعلان الحراك السلمي الجنوبي على مستوى الوطن الجنوبي كله وعلى مستو الخارج والذي ينطوي ضمنه مختلف الأطياف السياسية والإجتماعية بل وظهر الى السطح الحراكي مكونات سياسية حراكية على شكل هيآت وتجمعات ومنظمات ذات توجهات وقناعات متباينة بل وفي بعض الحالات ينتج عن ذلك التباين اختلافات في الرؤى والتوجه والهدف والتقييم لمجريات الإحداث على الساحة الجنوبية مما ولد في بعض الأحيان الى تقييم مفاده بانه حان الوقت لوضع النقاط على الحروف لحل مثل هذه الشواهد في وقتها حتى لا تتحول الى معضلة كارثية على مستقبل الحراك الجنوبي السلمي وعلى القضية الجنوبية التي هي في فترة مخاض عسيرة وخاصة وان الحراك ليس وحده اللاعب في الميدان بل هناك عدة اتجاهات جنوبية تسابق الزمن في من يكسب اسرع ومن هؤلاء اللاعبون الى جانب قوى الحراك الجنوبي السلمي بمختلف مكوناتها قوى جنوبية ترى بالبقاء ضمن الإطار الوحدوي هوالحل الأسلم بشرط التغيير لمنظومة الحكم الحالية ومنهجها الإنفصالي وان مسيرة الأحداث الجارية على مستوى الساحة الوطنية الجنوبية خلال الفترة الممتدة منذ بروز الحراك السلمي الى الواقع العملي والفعلي تشير بوضوح الى ان امور أساسية وجوهرية سوف تتمخض عنها في الأيام القريبة القادمة وستفرض على قيادات الحراك السلمي الجنوبي " الشخصيات السياسية والإجتماعية والمستقلة + الأعضاء من احزاب اللقاء المشترك + الأعضاء الراكبين لموجة الحراك دون قناعات مطلقة وواعية لما يدور على الساحة الجنوبية من مخاطر جمة وعلى مختلف الأوجه والذي كان يفكر البعض من هؤلاء ان الحراك والإنتماء اليه هو بمثابة مغنم ومكسب وليس تضحية ونضال وفدى بالمال والروح والوقت" وبهذا حان تحديد المواقف والتوجهات من مستقبل ومصير القضية الوطنية الجنوبية المرتكزة على مبادئ واهداف التحرر والإستقلال واستعادة دولة الجنوب وفقا لخيار الشعب الجنوبي ممثلا بحراكه السلمي المناضل في الساحة وبصدر عار وبروح االتضحية والإستشهاد وبروح التصالح والتسامح الجنوبي- الجنوبي والتوافق الجنوبي- الجنوبي والذي نعتبره مربط الفرس في الحفاظ على الحراك السلمي ونهجه ونصرة القضية الجنوبية واستعادة الحق المسلوب.
إن أهم أسباب تلكؤ الحراك السلمي الجنوبي ووقوفه عند مرحلة معينه دون التقدم خطوات إلى الأمام هو عدم تطبيقنا لمفهوم التصالح والتسامح بصورة ايجابية وعملية وكذلك عدم قبول البعض بمبدأ التوافق الجنوبي- الجنوبي والذي يرفضه البعض لأسباب نجهلها مما ادى الى وقوع الحراك السلمي في تعثر ومازق يمكن استعراض اهم اسبابه بما يلي :
1- التباينات القائمة حول دور ومشاركة شرائح وفئات المجتمع في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية , ليتم على ضوءها تحديد ملامح وتكوين دولة المستقبل سياسياً واجتماعياً وثقافياً , وذلك لصلتها الوثيقة بالماضي . ورغم الغموض الملتف حول التباين عند عامة الناس , إلاَّ إنه أدى إلى تشويه صورة الحراك وإلى التلاعب بطبيعة صراع القوى الوطنية الجنوبية مع نظام الاحتلال الذي يسير عكس مجرى التاريخ .
2- النزعة الذاتية المتأصلة في أنفس بعض قادة الحراك المنسوبين إلى الثقافة الشمولية والرجعية التسلطية , نتيجة استمرار التفكير بعقلية الماضي المتأثر بالإملاءات وإلغاء وتهميش الآخر وممارسة الوصاية على الشعب . لعدم التخلص من الإرث السلبي للتجارب الماضية والعهود السابقة, ومنها البحث عن إبراز الأدوار والتفكير بحسابات تمييزية , حزبية , فئوية , مناطقية , قبلية , غير واقعية , واستباق مراحل لم يحن أوانها .
4- افتقاد الحراك السلمي إلى عمل مؤسسي تكون له قيادات شرعية معروفة تقود وتنظم نضال شعب الجنوب , ووثائق شرعية معتمدة تلزم القيادة وكافة أطـر مجلس الحراك التقيد بها والعمل تحت سقفها .
5- عدم اكتراث جزء هام من المجتمع الجنوبي بما يجري حوله , وكان لا علاقة ولا مسئولية له بما يجري , وأن مستقبلة ومصير وطنه قد سُلّم لغيرة يفعل به ما يشاء . وافتقاد يقضه الحس النضالي عند كثير من المواطنين , أو الشعور بالواجب الوطني والذود عن مصيره وعن مستقبل الشعب , وعدم التفريق بين المصلحة الخاصة والمصلحة الوطنية العليا .
6 مبالـغة الكثيـر من قيـادات وقواعـد الحـراك السلمـي فـي تقديـر إمكاناتهـم وقدراتهـم الفكريـة والسياسيـة والميدانيـة التطبيقية , ضناً منهم أن هناك مصلحة مادية خاصة قد تفوتهم وتذهب إلى غيرهم إذا لم يلجئ إلى المبالغة . هؤلاء يعانون من المعرفة الناقصة في جميع المجالات , وهذا الأمـر أشد خطراً من الجهل المعرفي , لأن صاحب المعرفة الناقصة المدّعي بالدراية والمعرفة والفهم مكابر بطبعه لا يقتنع إلاّ برأيه مهما كان مخطئ ولا يتقبل أخذ المعرفة من الآخرين . فهي مشكلة مزدوجة يصعب علاجها .
7- تأثير الحملة الإعلامية المضادة لنظام الاحتلال ومن يرتبط بسياساته في الإبقاء على وحدة الظم والإلحاق والصحف الأهلية الشمالية , واستخبارات الاحتلال المعادية للحراك والهادفة إلى زعزعت الثقة بين قادة الحراك وقواعدها وإلى إضعاف أساليب النضال وتشويهها بزرع القائمين بهذه المهمة التدميرية في أوساط الحراك .
8 - المنهج الخاطئ لفئة الذين يعتقدون وهـمّـاً بأنهم يمثلون أبناء الجنوب عند أرباب سلطة الاحتلال , وارتهانهم لإرادتها بفرض سيادة الأتباع على شعبهم وتـزيين أخطائها والتكاتف مع النفاق الطارد لقول الحقيقة والنُصح . وتأثير مثل هؤلاء على بعض قادة الحراك السلمي بحكم الانتماءات والزمالة السابقة .
9 – الخلط البـيّـن والعبثي من بعض قادة الحراك بين الوسائل والغايات إلى درجة أن التباين على الوسيلة قد استنفد منا جهداً وصراعاً عميقين ونسينا من جـراء ذلك أن ننظر إلى الغاية بالجـديّـة اللازمة , بل غابت عنا الغايات وتلاشت بسبب هذا التباين وفـرّطنا في الغايات نفسها في بعض الأوقات , وما زال بعضنا مع الأسف الشديد يقوم عن جهل وقصر بالخلط بين الوسائل والغايات .
كان من أهداف التسامح والتصالح رأب الصدع ولم الشمل وتضميد الجراح والارتهان الكامل للقضية الوطنية الجنوبية على أسس ومبادئ التحرر والاستقلال واستعادة الدولة , باعتباره واجب وطني يحق لكل المناضلين والوطنيين الجنوبيين دون استثناء المشاركة بالعمل على تحقيقه , هذا المبدأ يمثل بالنسبة إلينا حجر الزاوية للالتقاء مع الآخرين في مسيـرة النضال المشتـرك , ولأن ذلك عملُ يتطلب جهداً كبيراً نظراً لحجم المهام ولأهمية الأهداف واتساع ساحة النضال ومجالها وتعدّد وتنوع المشاريع المضادة , لابد من اعتماد أداة ووسيلة عملية وعلمية صحيحة , فالغاية النبيلة لابد أن تتحقق بوسيلة نبيلة وعلينا الاتعاظ مما حصل مع جيل الآباء الأولين بعد الاستقلال .
إن ضرورة تكوين إطار تنظيمي جنوبي تفرضه علينا طبيعة الظروف والأوضاع الحالية , والحاجة لنواة قادرة على تأسيس ثقافة سياسية جنوبية تقوم على الاعتراف بالآخر , وتصحيح الخلل والخلط الحاصل بالمفاهيم والقيم الاجتماعية على مستوى : الوعي بالحس الوطني ــ الشعور بالواجب والمسئولية الفردية والجماعية ــ السلوك والعلاقات الأخلاقية والإنسانية ــ العودة للتعامل بالضمير الحي في الشئون الخاصة والعامة ــ التعـوّد على احترام النظام والقانون ــ وغيرها من المفاهيم . . وهو ضرورة حتمية لقيادة وتنظيم شعب الجنوب واستعادة هويته وتاريخه ووطنه . فالإطار التنظيمي الفاعل والمنضبط سيحـرّك الجمود الفكري وينهي الركود الشعبي ويكسر الحواجز النفسية وينهـي الشـواجـز الشمولية ويخـرج الشعـب والوطـن مـن محـنـتـه ومعـاناتـه الحاليـة والتقـدم بـه نحـو تحقيق أهـدافـه .
إن بنـاء إطـار مؤسسـي مُنظّـم ومنضبط , على أسس وطنيـة جنوبيـة خالصـة بشراكـه ومشاركـة واسعـة من كل شرائـح المجتمـع ومـن كافـة محافظـات الجنوب هو عمل مطلوب وطنياً وسياسياً للتمكن من موازاة الآخرين أصحاب الخبرة والممارسة تنظيمياً وسياسياً , والقيام والمسئولية الوطنية وبالواجب النضالي ولكسب الخبرات
وقيادة نضال الجماهير وتوجيهها صوب قضيتها الوطنية الجنوبية . لأن القيادة والسيطرة والحسم في نهاية المطاف ستكون للجماعة ــ " تقل أو تكثر " ــ الأكثر تنظيماً وانضباطاً ووعياً وفاعلية وقرباً من قلوب الجماهير .
وحتى نكون أكثر موضوعية وملامسة للواقع فإننا نستطيع القول , إن هناك عدد من الشروط يجب أن تتوفر عند القيام ببناء وتأسيس الأعمال والمشاريع , وتُـعـد لُكُل مشـروع يرجو لهُ النجاح ( أيا كان مجاله ومهما كان صغيراً ) خُطة مدروسة جيداً مبنية على مجموعة من العناصر والمقومات كامتلاك الأداة والوسيلة والقدرة الذاتية والإرادة , وإذا كان العمل سياسياً أو اجتماعياً فيشتـرط اقتناع القائمين بتنفيذ ذلك العمل على الالتزام والارتهان لخدمة المشـروع وقبول الاهتمام به , ومن أوساط هؤلاء يتم اختيار أصحاب الخبرة والكفاءة والأمانة والنزاهة لإدارته , وفق أسلوب يتناسب يتوافق مع القدرات والإمكانات ومجال العمل والظروف المحيطة به ليصبح العمل جزء منهم وحقيقة واقعة في حياتهم . ونوضحها كالتالي :
1- استخدام كافة الوسائل المشروعة لمواجهة التحديات متمثلة بالأفكار والخطط والمشاريع التي تحاك ضد الحراك السلمي الجنوبي والجنوب عامة , ومناقشة هذه الوسائل بقلب وعقل مفتوحين دون أن تغيب عنا الغايات .
2- أن نعمل معاً ونجعل من مبدأ التكامل والتعاون هدفاً لخدمة القضية الوطنية الجنوبية . . ومن تضامنا وفاءاً للوطن الجنوبي , بحيث تكون لتلك الأهداف وسائلها وخطواتها وأولها القبول والاعتراف بالتشخيص الحقيقي للواقع من أجل سهولة التعامل معه .
3- توظيف الخبرات المعرفيـة المتوفـرة لدى الجميع لبناء إطار تنظيمي يقوم على هيكلية منضبطة يكون قادر على قيادة شعب الجنوب إلى تحقيق أهدافه وإدارة الصراع مع المحتل .
4- الأخذ بالقاعدة المعروفة ( السياسة فن الممكن ) وعدم البناء على الوهم والتخمين , خصوصاً إذا كان العمل مرتبط بمستقبل شعب ومصير وطن .
5- يجب قراءة التاريخ قراءه صحيحة ومنصفة بعيداً عن العواطف أو التحيز أو المبالغة أو الرغبات الخاصة , بهدف المعرفة الحقيقية لأحداث وتجارب الماضي والاستفادة من دروسها واستخلاص العبر منها . فالاستنتاج الصحيح يساعد على بناء الموقف السليم واتخاذ القرار الصائب في المواضيع والقضايا المختلفة .
6- الحرص على كسب ثقة الجماهير والحفاظ على تفاعلها وزخمها النضالي من خلال الطرح السليم القادر على الإقناع والقائم على المصداقية والموضوعية والخطاب السياسي المقبول , الملتزم بمبادئ وأهداف شعب الجنوب وبالقيم الدينية والإنسانية والأخلاقية .
7- أن تتجنب قيادات الحراك السلمي الجنوبي المبالغة في خطابها السياسي ويستحسن أن تكون خطاباتهم مكتوبة ومختصرة , وعدم التصريحات غير الضرورية المبالغة بالقول عن فعل أعمال لا يمتلك الحراك السلمي الأدوات والمناهج والإمكانات القادرة على تنفيذها .
8- نتيجة للظروف والأوضاع التي يمر بها شعب الجنوب حالياً , ولطبيعة التحديات التي يواجهها وتعددها وتنوعها , يمكن للحراك استثناء الأسلوب والاستعانة بالوسيلة المناسبة لتحقيق أهداف النضال بما يخدم القضية الوطنية الجنوبية , وفقاً لمقتضيات المرحلة ومتطلبات العمل , ولأهمية الهدف المعني بالاستثناء إن كان محققاً لغاية يرجو منها . شرط إقرار الوسيلة بإجماع القيادة , وتوافقها مع مصادر أصول الشـرع ومبادئ القانون وأعراف المجتمع , وهي غنية بما يلبي الحاجة ويفي بهذا الشرط , لخدمة النضال والقضية دون الخروج عن إستراتيجية الحراك .
إن الحراك السلمي الجنوبي يمر اليوم بمرحلة صعبة وحاسمة , وسوف يسفر عنها وضوح كامل لمجمل التباينات الحاصلة بين قيادات الحراك , وستحصل عملية فرز وغربلة لكل شخص وعضو حراكي أو قيادي جنوبي وتحديد المواقف من مختلف القضايا ومواضيع القضية الوطنية الجنوبية , وحسم خيار الشعارات المرفوعة بالتحرر والاستقلال وفك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية دون مراوغة . فأمّا خيار الحراك السلمي الجنوبي وشعب الجنوب بالتحرر والاستقلال وفك الارتباط واستعادة الدولة وإمّـا خيار البقاء تحت نـيـر الاحتلال وأحزاب اللقاء المشترك اليمنية . إنها مرحلة تحديد معالم الطريق ومستقبل شعب الجنوب ومصير وطنه . لذا يجب علينا الحرص الشديد من كل شاردة وواردة تأتي بها رياح الحيلة والخداع , ومن كل كذاب ومندس كنا نعرفه ولنا علاقة معه في الماضي أو صادفناه في طريقنا بعد اليوم .
بعد استعراض الجزء الأول من ورقة العمل المقدمة الى الندوة حسب العنوان اعلاه نواصل معكم الجزء الثاني والمهم والذي يتضمن اعطاء موجز تحليلي من الواقع الملموس والذي يتحدث عن مستقبل القضية الجنوبية ممثلة بحراكها السلمي المبارك شعبيا والتقييم ياتي على ضوء التباينات الجنوبية –الجنوبية والذي اوجزناه بما ي
المستقبل الجنوبي
على ضوء التباينات الجنوبية - الجنوبية
أكدنا لكم في اكثر من موضوع تم نشره وخاصة ما يتعلق بالمستقبل الجنوبي على ضوء التباينات الجنوبية -الجنوبية حول الإتفاق على تحديد شكل وهوية الجنوب الذي ينشده كل ابناء الجنوب الذي يضمن لهم امنهم واستقرارهم وتطورهم ويوحدهم حوله بصورة اجماعية توافقية على قاعدة التصالح والتسامح الحقيقي النابع من مصلحة الوطن الجنوبي فوق كل الإعتبارات !
لكن التجربة اثبتت ان القوى المحركة للقضية الجنوبية اليوم ترفع شعارات المصالحة الجنوبية - الجنوبية – وانا اقول التجربة ولا اقول ذلك من باب الفقه أو ألإجتهاد أو النوايا ، ترفع هذا الشعار بشكل وتطبقه بشكل آخر . هذه مسألة يجب ان نعطيها اهتماما كبيرا . لم يحصل ان رأيت حزبا سياسيا أو فريقا سياسيا أو منظومة سياسية لمرحلة معينة قد اعطت برنامجا او مشروعا سياسيا يحدد الشكل والهوية لجنوب المستقبل يجمع عليه كل الفرقاء في الساحة الجنوبية !. وما يثبت ذلك التباين والإختلاف الواضح والبارز الى السطح بين القوى المحركة للقضية الجنوبية ، والذي قد تكون متفقة على الخلاص من الوضع الحالي وفك الإرتباط به ، لكنها وهذا ليس سرا ولا خفيا على احد بانها لم تجمع حتى اللحظة على ما هو جنوب المستقبل الذي يكون وطنا للجميع وموحدا لكل اطياف العملية السياسية الجنوبية بل وما هو أخطر بان البعض لم ينسى الماضي الأليم الذي تجرع الكل من مرارة مآسيه الدامية بسببها وصل الوضع في الجنوب الى ما هو عليه الآن.
ممن يريدون معالجة الخطاء بالخطاء لا يريدون الإعتراف بمثل هذه الظواهر ويعتبرون الحديث عنها مضر بالقضية الجنوبية والتفاهم حولها ، لكنني اقول عكس ذلك فان الوضوح والشفافية في التعامل مع القضية الجنوبية بل والمصارحة فيما بين كل الفرقاء في الساحة الجنوبية هي من توصلنا الى جنوب ذو مستقبل آمن يمكن للجميع التعايش معه والإلتفاف حوله تطبيقا للمقالة المأثورة كل ما كان بداية الشيء شرط ووضوح كان آخره نور ونجاح ، واثبت ذالك عمليا انه اي حدث في التأريخ ، اذا كان نتيجة رد فعل ، فمصيره الفشل والتناحر لإنه عمل مؤقت ينطوي على الكذب والتحايل والمكايدة والتفاف البعض على البعض الآخر ، وهذا ما هو حاصل عمليا في الساحة الجنوبية ، ما يثبت ذلك بان البعض لا يريد ان يعترف ببعضه الآخر وان كل التحالفات الموجودة على الساحة لم ترتكز على قاعدة صلبة مفادها مصلحة الوطن الجنوبي فوق كل الإعتبارات والدليل قلناه في موضوعنا السابق الذي جرى عليه النقاش ، وقد رأيت أخوة تحمسوا وانفعلوا بل ذهب البعض الى ما هو ابعد في عدم الإكتراث لما يحصل على الساحة الجنوبية وفي بلدان الشتات للإغتراب والهجرة من ابناء الجنوب وكأنهم لا يابهون بما يحدث ولا يهمهم مستقبل الجنوب وحدة ابنائه ولا استقرار شعب الجنوب على ارض موحدة ولا يهمهم حتى التفكير حتى عن ما هو الجنوب المطلوب في الحاضر والمستقبل ، ومثل هؤولاء لا يؤتمن عليهم في المضي معهم الى المجهول ، بحكم عقليتهم التي ما زالت عقلية شمو لية استحواذية تسلطية لا فرق بينهم وبين من سبقوهم ، ولا فرق بينهم وبين نظام صنعاء الدكتاتوري سوى بالإنتماء والهوية . .
ماذ قلنا عن القوى المحركة للقضية الجنوبية اليوم فمن هي ؟ وماذا يريد كل منهم ؟ واين الصح واين الخطاء وما هو الحل الأنجع في التوصل الى قاسم مشترك في القضية يتفق عليه الجميع ويرضي الشعب الجنوبي قبل غيره لأنه هو صاحب الشأن وهو من يدفع الثمن في كافة المراحل على مدى عقود طويلة من الزمن ، لإن عملية الصراع داخل القيادات الجنوبية بمختلف اطيافها ومشاربها وفترات تواجدها قد انهكها صراع د اخلي ، تصوروا انه ومنذ الستينات وحتى بداية عصر الوحدة بين الشما ل والجنوب اليمني قد تم ابادة جيل باكمله وتم تصفية قيادات لمراحل باكملها كله كان صراعا على ما هو الجنوب الذي يجب ان يكون وفقا لمايراه كل منا بمنضوره الخاص وقناعاته الغير قابلة للنقاش او الجدل ، فمن عاش الفترة ما قبل الإستقلال يقول ان ذلك الوضع هو الوضع الأمثل والوضع الصح ، ومن عاش الفترة الممتدة من 1967م وحتى عشية التوحد مع الشمال في عام 1990م يقول ان وضعه هو الصح والأقرب الى مصالح الجماهير والفقراء في الجنوب وهو الوضع الشرعي في استعادة الهوية الجنوبية والذي يجب ان يكون ... الخ ، واما من استفاد من الفترة ما بعد الوحدة من الجنوبيون يقول ان هذه الفترة هي الأنسب والأصلح وهذا يدلل لنا ان هناك ثلاثة اتجاهات رئيسية في الساحة الجنوبية لكل اتجاه وجهة نظره الخاصة عن الجنوب والمستقبل الجنوبي ، والصراع في اوجه بين هذه القوى المختلفة اختلافا واضحا رغم محاولة البعض الى انكار ذلك ، لكنها الحقيقة التي يجب معالجتها والوقوف امامها اذا ما اردنا تحقيق الهدف الإستراتيجي الذي نناضل من اجله بل ومن اجله نضج الوضع الى حراك شعبي سلمي مطالبا بفك الإرتباط واستعادة الهوية والدولة الجنوبية ، وباي شكل من الأشكال .
يا ابناء اليمن الجنوبي في مختلف بلدان الإغتراب والشتات اننا معنيون بان نتوحد ونلتف حول قضيتنا الجنوبية جميعا دعما منا للحراك السلمي الجنوبي والحفاظ عليه من اي اختراق او تطاول او احتواء من قبل جهة على حساب الجهة الأخرى ولأنه اي الحراك السلمي السفينة التي يبحر عليها كل ابناء اليمن الجنوبي بمختلف مكوناته السياسية والتي اتت من مختلف الأطياف والمنابع الإجتماعية والقبلية والسياسية والثقافية ورغم ان الحمل ثقيل جدا جدا لكن السفينة للحراك لديها من الطاقة ما يمكنها من تجاوز اي مخا طر ولديها النفس الطويل في جوب البحار والمحيطات حتى تصل الى شاطئء الأمان ولكن ان لا يبرز الخلل والأنهيار من الربان والطاقم الفني لهذه السفينة فهم وحدهم من يؤدون الى فقدان الإتجاه والإبحار بها الى المجهول كما حدث في كثير من رحلات الإبحار السابقة ومستقبل الحراك وتحقيق اهدافه مرهون بالعمل بكل ما ورد في الموضوع اعلاه وبكل المواضيع التيحليلية والتقيمية للحراك السلمي الجنوبي ...... والله ولي التوفيق ....وانها لثورة حتى النصر واستعادة الحق الجنوبي في التحرر والإستقلال الهدف الأسمى للشعب الجنوبي في نضاله العادل والمشروع ممثلا بحراكه السلمي المبارك ولا شيئ غير .. والله من وراء القصد.
ولكل المشاركون في هذه اللقاء لأبناء الجنوب في المملكة المتحدة التحية والإحترام كما نتمنى النجاح وكل النجاح للقئنا هذا على طريق لقىت قادمة باذنه تعالى .
العميد/ طيار عبد الحافظ العفيف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق